الأربعاء، 18 مارس 2009

حتى أنت يا روبين هوود؟!


كم فكرت أنه يكفي أن نربي جيلا من ال "روبن هوودز" الصغيرين يسرقون فاحشي الثراء ويعطون مسحوقي الفقراء في وطني كي تنعدل الموازين!
جيل واحد فقط يكفي!
جيل واحد له حس إنساني يوجهه نحو العدالة...من دون نظريات اقتصادية معقدة ولا أحاديث متقعرة عن ضرورة إعادة توزيع الموارد ومحاربة تكتل رأس المال ووعود وصول الدعم لمستحقيه!...فقط جيل من الروبن هوودز يتمتع بحس إنساني سليم...حس يثير في نفسه الاشمئزاز من الظلم وحب العدالة...

كم حلمت بها!
وكم قلت لنفسي: المهدي المنتظر أو علي الزيبق أو روبن هوود أيهم أسبق فليأت واعدا بقلب الموازين!
لكن البي بي سي اليوم أنكرت علي حلم الروبن هوود الساذج...فوفقا لبي بي سي اليوم فإن سيدة أكاديمية تدعى جوليان لوكسفورد من جامعة سانت أندروز قد وقعت على مخطوطة تاريخية تعود للقرن الخامس عشر الميلادي تفيد بأن روبن هوود لم يكن إلا "نذلا" أشاع حالة من استلاب الأملاك في أوساط الفقراء كما في أوساط الأغنياء!
وفي نهاية الخبر تتساءل البي بي سي : "ما هو رد الفعل المتوقع في بلدك إذا اكتشف أن أحد الأبطال الشعبيين كان مجرماً؟ !"
والله لست أدري!...فقط أعلم أني ما أن انتهيت من قراءة الخبر حتى أحسست بالتعب والإحباط! وأنه علي الآنأن أبقي على رهانيَ الآخرين على عليَ الزيبق و المهدي المنتظر ما وسعني الإبقاء عليهما!
وأما نشوف!

الاثنين، 16 مارس 2009

Work is never over!


الشغل مابينتهيش!
والمواعيد النهائية دايما شاخصة في ذاكرتي كالمصيبة المستعجلة!

كل مرة باقعد فيها قدام الشاشة عشان أخلص الشغل المؤجل دائما والذي يبدو لي غالبا لا نهائي ولا منتهي, بافتكر رواية عم نجيب محفوظ "أولاد حارتنا"!
بافتكر "أدهم" لما انطرد من قصر "الجبلاوي" مغضوبا عليه وابتدى رحلته مع الشقا في الأرض
وأفتكر عربية الخياراللي ابتدى بيها سعيه على رزقه
وتجتاح راسي أسئلته المرتبكة ونقمته ورضاه...وأحس اني امتداد ليه...الفرق الوحيد إنه مع الزمن عربية الخيار اتحولت للاب توب توشيبا!
مبسوط يا بابا "أدهم"؟!
مبسوطة يا ماما حوا؟!

الخميس، 5 مارس 2009

في روايتي المزمعة


كلما سألت الحاجة سعدية ذات الأعوام الثلاثة وسبعين "تأمريني بحاجة يا حاجَة" قالت بأنفاس متلاحقة: "ما يأمرش عليكي ظالم يا بنتي"...تدعو وأستزيدها من دعائها الحلو:"أيووووة والنبي يا حاجة سعدية...أيوة هي دي الدعوة اللي عايزة أسمعها"...
وكلما استزدتها زادتني بكرم...
وكلما تأملت حال الخلق من حولي ومنهم مرضى بداء اشتهاء السلطة والصلاحيات والأختام الرسمية والطلبات ذات "رقم الساركي" والتلذذ باستخدام سلطاتهم إلى مداها الأخير وما بعد الأخير فقط لذل العباد قلت في نفسي "الظاهر يا حاجة سعدية ربنا لسة ما أذنش باستجابة دعوتك!"...
ألا لعنة الله على اشتهاء السلطة والسلطان!ولا أحنى الله جبهتي لسلطان دنيوي غير سلطان العلم الذي هو من إرث النبوة.
يوما ما سأكتب رواية...سأدعو الله اربي وسيدي ألا ينهي أجلي قبل أن أفعلها...
وفي روايتي المزمعة سوف أقتل كل مشتهي السلطة باشتهائهم وكل ذوي الأقلام ممن يجندونها لتسمين كروشهم وكروش ذويهم وحماية مؤخراتهم ومؤخرات ذويهم متمترسين وراءأعمدتهم النخرة - سأفتلهم جميعا في روايتي بكلمتاهم العفنة...حرفا حرفا...سأقتلهم قتلا أنيقا بليغا يليق برواية العمر المزمعة!
في روايتي المزمعة سأنكل يكل "مديري الإدارات" و "مديري العموم" و"الموظفين المختصين" الذين يباهوننا بأختامهم الرسمية وصلاحياتهم الإدارية ويضيعون ساعاتنا وأيامنا سفحا وسفاحا في انتظارات طويلة منهكة, والذين يرهبون عقولنا وأقلامنا وأصواتنا بحرصهم على مقاعدهم الدوارة, ألا بعدا لهم ولأختامهم ومقاعدهم الدوارة !
في روايتي المزمعة سأنزع الستر عن أبدان كل اللاتي ترقين فـُحشا على أسرة رؤسائهن...
في روايتي المزمعة سوف أصدر أحكاما قاسية بغير مداولة ولا استئناف ولا نقض ولا دفاع...
في روايتي المزمعة سوف أستخدم سلطان الرواي عليهم أجمعين (وهل أملك سواه؟!) فأشيع قتلي البليغ وتنكيلي المزخرف بين شخصيات روايتي!
وفي مقدمة روايتي المزمعة سأكتب: "إذا وجد تطابق بين شخصيات الرواية وأحداثها وشخصيات وأحداث حقيقية فلا تندهش عزيزي القارئ! الكاتبة مسئولة تماما عن هذا التطابق ...وعلى الله قصد السبيل!"
ومن روايتي المزمعة سوف أرسل نسخة لكل من شخصياتي التي لم تطابق مع "شخصيات واقعية" إلا بتدبير مني و تآمر صبور لتكون جزءا آثما مشوها من أحداث الرواية, مشفوعة بإهداء رقيق في الصفحة الأولى "مع اشمئزازي"!
سمه حقدا أو غضبا أو تربحا من الأدب أو لهاثا وراء الشهرة والمبيعات الأعلى...سم روايتي المزمعة ما شئت أو لا تسمها على الإطلاق...باركروايتي المزمعة أو لا تباركها أبدا...فقط تذكر إذا حدث يوما ولو بعد حين أن وقعت بين يديك روايتي المزمعة أنها ابنة الواقع في كل تفصيلاتها الدنسة!
ولا هنيئا لكم الخلود في رواية مزمعة يا مرضى اشتهاء السلطة والسلطان!