الخميس، 5 مارس 2009

في روايتي المزمعة


كلما سألت الحاجة سعدية ذات الأعوام الثلاثة وسبعين "تأمريني بحاجة يا حاجَة" قالت بأنفاس متلاحقة: "ما يأمرش عليكي ظالم يا بنتي"...تدعو وأستزيدها من دعائها الحلو:"أيووووة والنبي يا حاجة سعدية...أيوة هي دي الدعوة اللي عايزة أسمعها"...
وكلما استزدتها زادتني بكرم...
وكلما تأملت حال الخلق من حولي ومنهم مرضى بداء اشتهاء السلطة والصلاحيات والأختام الرسمية والطلبات ذات "رقم الساركي" والتلذذ باستخدام سلطاتهم إلى مداها الأخير وما بعد الأخير فقط لذل العباد قلت في نفسي "الظاهر يا حاجة سعدية ربنا لسة ما أذنش باستجابة دعوتك!"...
ألا لعنة الله على اشتهاء السلطة والسلطان!ولا أحنى الله جبهتي لسلطان دنيوي غير سلطان العلم الذي هو من إرث النبوة.
يوما ما سأكتب رواية...سأدعو الله اربي وسيدي ألا ينهي أجلي قبل أن أفعلها...
وفي روايتي المزمعة سوف أقتل كل مشتهي السلطة باشتهائهم وكل ذوي الأقلام ممن يجندونها لتسمين كروشهم وكروش ذويهم وحماية مؤخراتهم ومؤخرات ذويهم متمترسين وراءأعمدتهم النخرة - سأفتلهم جميعا في روايتي بكلمتاهم العفنة...حرفا حرفا...سأقتلهم قتلا أنيقا بليغا يليق برواية العمر المزمعة!
في روايتي المزمعة سأنكل يكل "مديري الإدارات" و "مديري العموم" و"الموظفين المختصين" الذين يباهوننا بأختامهم الرسمية وصلاحياتهم الإدارية ويضيعون ساعاتنا وأيامنا سفحا وسفاحا في انتظارات طويلة منهكة, والذين يرهبون عقولنا وأقلامنا وأصواتنا بحرصهم على مقاعدهم الدوارة, ألا بعدا لهم ولأختامهم ومقاعدهم الدوارة !
في روايتي المزمعة سأنزع الستر عن أبدان كل اللاتي ترقين فـُحشا على أسرة رؤسائهن...
في روايتي المزمعة سوف أصدر أحكاما قاسية بغير مداولة ولا استئناف ولا نقض ولا دفاع...
في روايتي المزمعة سوف أستخدم سلطان الرواي عليهم أجمعين (وهل أملك سواه؟!) فأشيع قتلي البليغ وتنكيلي المزخرف بين شخصيات روايتي!
وفي مقدمة روايتي المزمعة سأكتب: "إذا وجد تطابق بين شخصيات الرواية وأحداثها وشخصيات وأحداث حقيقية فلا تندهش عزيزي القارئ! الكاتبة مسئولة تماما عن هذا التطابق ...وعلى الله قصد السبيل!"
ومن روايتي المزمعة سوف أرسل نسخة لكل من شخصياتي التي لم تطابق مع "شخصيات واقعية" إلا بتدبير مني و تآمر صبور لتكون جزءا آثما مشوها من أحداث الرواية, مشفوعة بإهداء رقيق في الصفحة الأولى "مع اشمئزازي"!
سمه حقدا أو غضبا أو تربحا من الأدب أو لهاثا وراء الشهرة والمبيعات الأعلى...سم روايتي المزمعة ما شئت أو لا تسمها على الإطلاق...باركروايتي المزمعة أو لا تباركها أبدا...فقط تذكر إذا حدث يوما ولو بعد حين أن وقعت بين يديك روايتي المزمعة أنها ابنة الواقع في كل تفصيلاتها الدنسة!
ولا هنيئا لكم الخلود في رواية مزمعة يا مرضى اشتهاء السلطة والسلطان!

هناك 5 تعليقات:

77Math. يقول...

بانتظاركِ إذن .. أدعو الله ألا ينهي أجلي قبل أن أقرأ روايتك المزمعة : )

dodda يقول...

اهدى يا بنتى
دا انتى ولا اللى حطوا السيخ المحمى فى صرصور ودنها!!


والا اقولك تهدى ليه؟؟
اللى معاه الحق مينفعش يهدى
ادينى واحد مزعمه بسررررعه

"قرأتى فرتيجو"
حتعجبك اوى اصلها مزعمه جدا

dodda يقول...

دا بقى مش تعليق
دا طلب على عرض حال دمغه

تكلرى الخط شويه
وتشيلى الكلمه اللى قربت اتشل بسببها عشان اعلق ع البوست
لكى جزيييييل الشكر

مـجـنـووون يقول...

أيه الكلام الجامد ده

أنتي شايله في نفسك قوي

ربنا يا ستي يجعلك سبب في سقوط هؤالا الاشخاص الذين استباحوا كل شئ دون استاذان


بس علي فكرة بكرة في أمل

ملحوظة : يا ريت تكبري الخط شويه علشان انا أحول

اسعدني المرور بين سطورك
مجنووون

مها يقول...

"مع اشمئزازي" بس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قولي مع خالص احتقاري وازدرائي وعظيم بغضي..

روايتك المزمعة فصولها صوت وصورة كل يوم مروية
ومرضى اشتهاء السلطة والسلطان صاروا للأسف أغلبية

مع تحياتي للحاجة سعدية