الخميس، 7 مايو 2009

مناجاة فكرية...

إلهي, هب لي تسليما مطلقا قوامه الإيمان كي يتسنى لي ,في هذا العالم, التمرد المطلق.
إلهي ألهمني ولاء المتمرد حتى لا أرتبك أمام عظمة واجبي, واحفظني من عقيدة الهروب حتى لا أفنى في ركن معزول.
إلهي ألهم روحي قلقا نبيلا ومخاوف واضطرابات نبيلة.
امنح الهناء لخواطر خـُدامك من غير المهمين, وامنحني أنا هما وألما شريفين.
أشعل بداخلي نيران الشك المقدسة حتى تأكل كل يقين زرعه في جوفي الآخرون, ومن بعدها أطلق من رماد الحريق نور اليقين الحقيقي من دون غبار.
إلهي أعتقني من فقر النقل عن لغات أخرى ومن ضحالة التقليد حتى تبدأ صحوتي من تراثي وحتى أقدر على الوقوف أمام رياح الغرب. وحتى لا أكون, كمثل بعضهم, محركا شفتي لأنطق بما يقول الآخرون.
إلهي امنحني نجاحا لأستكمل كفاحي وأنا منهزم, وصبرا في انكسارالروح, وفي السير وحيدا, وفي الجهاد بلا سلاح, وفي العمل بغير أجر, وفي التضحية الصامتة, وفي اتخاذ عقيدة دينية في هذا العالم, وفي اتخاذ مذهب فكري يكسر قيود التقاليد, وفي الإيمان بغير مطامع, وامنحني تفردا بغير رعونة وجمالا غير جمال البدن, وارزقني وحدة في الزحام وحبا يعلم فيه محبوبي بحبي.
إلهي,
علمني كيف أحيا, وأنا سأتعلم كيف أموت*

*دعاء علي شريعتي- اقتباس من كتاب "الدين في مقابل الدين", دار تنوير للنشر.
ترجمته عن الفارسية إلى الإنجليزية: ليله باختيار, ترجمته عن الإنجليزية إلى العربية: العبدة لله

ليست هناك تعليقات: