الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

Farewell!


في حفل الوداع القادم لن أبكي...سوف أودع أصدقائي بهدوء ثم أفارقهم بهدوء...يقولون إنهم سيبكون كثيرا في حفل وداعي...ويقسمون على أني سأكون أكثرهم بكاء...لكني لن أبكي...قلت لهم إني لن أبكي...لكنهم لا يصدقون! لا وقت للبكاء الآن...فلدي أشياء كثيرة جدا يجب أن أتذكرها قبل أن أعود إلى الوطن...

حقيبتي كبيرة جدا...ورواياتي ثقيلة جدا...وأوراقي مبعثرة جدا
وأقراطي راوغتني وضاعت وسط أشيائي...وزجاجة العطر قاربت على النفاد...وقلم الكحل صغير جدا جدا...بالكاد يكفي زينتي يوم الرحيل...بالكاد يكفي لأن يداري شحوب الصيام...بالكاد يكفي لأن يجعل وجهي مشرقا قليلا من أجل أن يطمئن أبي وأمي أني بخير لحظة أن يرياني في زحام مطار القاهرة!
اشتريت لأمي أشياء حلوة...ولأختي...لكن كل الأشياء هنا غالية جدا...ونقودي قليلة جدا!
التقرير الذي أعكف على تحريره الآن وقبل إنهاء عقدي طويل جدا...
ومطالب رئيسي ملحة جدا

وأدراج مكتبي محشوة بأشياء لا أعلم عنها شيئا! أشياء راكمتها في شرودي المزمن عبر شهور مرت بطيئة جدا!
حتى أغسطس هنا...ممطر جدا! وصوت الرعد يخيفني جدا!
مقاهي طلعت حرب أوحشتني جدا
والقهوة على الريحة رائحتها ملتصقة بأنفي طيلة الوقت...جدا!
لم أقرأ أخبار الأدب منذ أسابيع طويلة جدا
ولم أصل باكية في "سيدنا الحسين" منذ أمد بعيد جدا

أصدقائي هنا يدبرون لحفل وداعي باجتهاد...
يعدون خطابات منمقة ليشكروني...ويعتزمون البكاء كما ينبغي...ويجمعون العملات الفضية من جيوبهم كي يبتاعوا لي شيئا صغيرا يذكرني بأيامهم...
لكني لن أبكي!
لا وقت للبكاء يا أصدقائي...ولا طاقة ...فأنا مستهلكة جدا!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كم أوحشتني كثيرا جدا يا صديقتي الحلوة جدا
كم أنا سعيدة جدا لأن أراكي تكتبين في خضم الرحيل من جديد
:)