الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008









حد قرأ مدونة مولانا د. أحمد عبد الله الأخيرة "الضجر"؟ طيب أنا قريتها...ولأن المدونة موضوعها الحرية وجدت نفسي منفعلة أشد الانفعال فكتبت لمولانا شيخ الطريقة دكتور أحمد إيميل طويل عريض حانشر هنا جزء منه...بعد الصباحات والسلامات يعني..."قلتلك يا مولانا لما تقابلنا آخر مرة على فنجان القهوة الصباحي إن أول شئ عملته بعد ما قرأت مدونتك "الضجر" كان أن يممت وجهي شطر النافذة...وهو ما كان فعلا...أطلقت عيني لتتنفسا من جمال الشجرة العجوز المائلة على زجاج النافذة المقابلة لمكتبي في مكان عملي...آه يا مولانا آه...حريتنا التي لا نعمل لأجلها بما يكفي...واستهلاكيتنا التي تقتل في داخلنا كل جميل...أووففف يا دكتور أحمد أوووف...أنا بس ما رضتش أغير مزاجك بشكواي يوم أن التقينا ع الصبح كدة لكن أنا مخنوقة أكتر مما تتصور...وموضوع العلاقة بين الحرية والدافعية دة ناكش في دماغي جامد من ساعة ما كتبتلي عنه في تعليقك على تدوينتي الأخيرة...حبيت كلامك عن "حدود" ربنا وأنها وجدت حدودا تحف المساحات الإنسانية البرحة الشاسعة الواسعة التي منحها لنا الله لنتحرك فيها و احنا سايبينها وبنتمسح في الحدود ونلتصق بها ونتمحك ونختنق ونتفنن في أن نخنق بعضنا البعض...مخنوقة...ومحتاجة أتنفس...يمكن يكون النص بتاعك الأخير ساعدني أتنفس شوية...أو حسسني أني أستحق رفقا بنفسي بدل ما أنا عمالة أجلدها ليل ونهار عشان أنتج أكتر وأركز أكتر وألتزم بمواعيدي أكتر وبسلوكيات البنت الراقية التي ترتضيها الفاميليا أكتر...أوففففف! أوفففففففففففف كبيرة جوايا مش قادرة أقوللك قد ايه...أنا حتى كنت على وشك أعمل عليك إزاحة عدوان اليوم بس صعبت علي!! لكن الحقيقة كان مزاجي عدواني جدا ولا يزال الحقيقة...مزاج مخنوق...مغترب...نرجع للنص...سعادتك بتقول:ورغم أن السجناء يستمتعون في زيارتهم لأوروبا لا أحد يعود ليطالب: نريد حياة بلا قضبان ولا أسوار ولا قيود ولا سدود، ونعرف سلفا حدود الله... !! مين قال الكلام دة؟؟ هو أنا صحَى الغجرية جوايا غير السفر بلاد الله لخلق الله؟ الخلق يا مولانا لسانها متدلدل كلام عن الحرية ...يحلمون بها ويتغنون بالكلمة ويهذون بحروفها ولو طالوا يضاجعوها يضاجعوها...انت بتقول وتطالب بالحرية بقالك كام سنة؟؟ كلامك غير ايه؟؟ بالعكس انت حرمت ناس كتير من بهجة العمى...ولا منك ساعدتهم يتحرروا ولا منك سيبتهم فاكرين ان اللي هم فيه أملة...اللي سافروا برة وداقوا الحرية يا دكتور غالبا ما رجعوش هنا تاني( وانت قلت لي ان دة نزوع انساني بوسعك أن تتسامح معه)...واللي رجع...مين راح ورجع زي ما راح قانع راضي دون أن يحكي ودون أن يطالب؟؟أنا ما شفتش غير ناس راحوا متأسلمين ورجعوا ملحدين أو على الأقل زنادقة!!! ومن رحم ربي عاد ليبرالي أو مسلم متحرر من القوالب الجامدة ...المهم انهم رجعوا غير ما راحوا بعد أن كفروا بموروثاتنا الثقيلة في مقابل لذة الحرية التي بالفعل بقى ضاجعوها هناك ورجعوا يصرخون من لذة جماع الحرية التي ما عرفوها في بلادهم ...عمل ايه صراخهم؟ رجعوا سجناء غصب عن دين والديهم! أو قل متماهين مع السجناء وثقافة السجن كي لا يبدوا أغرابا في مجتمع غرائبي...أو مثلي ضائقة عليهم الأرض بما رحبت...لا هم قادرون على الرحيل ولا على البقاء...وكأنك لا تعرف يا دكتور أحمد... بينما أقرأ تدوينتك استرجعت كلامي مع واد صاحبنا دانماركي ملحد لما كان بيقوللي" انتو مؤمنين بربنا في الشرق الأوسط عشان انتو محتاجينه...عشان انتو مأزومين ومكروبين وفقرا وربنا هو الحيلة الدفاعية الأكبر اللي أفرزتها ثقافتكم...أما لأننا في أوروبا لديناتأمين صحي وتأمين على الحياة ومرتبات كويسة وعيشة فل خالية من العبوات الناسفة فنحن لا نحتاج الله!"..وفكرت انه غلطان...مش لازم أكون ساخطة ولا مطحونة عشان أحس بربنا... حتى في لحظات سرور الخاطر وتنشق الحرية أقدر ألمس جمال ربنا وإن كنت سألمس اسما آخر من أسمائه الحسنى بخلاف الجبار والمنتقم...لأ كمان النور واللطيف وذو الإكرام ...لكن حياتنا زي ما انت بتوصفها في النص , مافيهاش تنوع يسمحلنا نعيش حالت مختلفة مع الأسماء المختلفة من أسماء ربنا... أكتر حاجة بنرددها الأيام دي هنا في مصر (وانت نفسك بترددها كتير )"ربنا ما يرضاش بالظلم" بتاعت فيلم ثقافي اللي اصبحت تتردد على ألسنة الشباب طول الوقت مزاحا والتي كانت دوما ولا زالت تجري بصيغ أخرى على ألسنة الكبار المطحونين, صيغ مثل " حسبي الله ونعم الوكيل" التي أصبحت تتردد حولنا أكتر من صباح الخير لكثرة ما يشعر الناس بالقهر والعجز .. يا دكتور أحمد العنصر البشري عندنا زبالة والمؤسسات الحكومية أزبل والمجتمع المدني أزبل وأنيل وأضل سبيلا ...ازيك بجى؟!هي دي الحقايق اللي حضرتك بتحسسني انك وقد قاربت منتصف العمر بعدك تتفاجأ بها...بعدك تندهش لها كطفل!وبعدين سعادتك بتقول إن الحكومات بتاعتنا عايشة في حبور وقد وضعنا كلنا في قمقم مستحكم غلقه... مين قال ان الحكومات بتاعتنا عايشة في حبور؟ دول عايشين في خوف ورعب من اللحظة اللي يفيض فيها القهر بينا وننفجر..على رأي سعد الدين ابراهيم شوف في كل مظاهرة تشكل الفتيات ثلثها على الأقل بيكون قدام كل بنوتة أقله فحلين من بتوع الأمن المركزي...يبقى مين اللي خايف من مين...هم اللي خايفين يا دكتور بس احنا محدش أتانا بالبشارة! عشان سعادتك زي ناس كتير بتكتب وليها قراء بيوصفوا الحالة السودا اللي احنا عايشينها حوالينا ويسيبونا نتخبط في سوادها...وهنا تبدو لي تدوينتك قبل الأخيرة"الإنسان أولا ودائما" مختلفة...زي نقطة بيضة في توب اسود...موضوع المدونة كان محدد جدا و موقفك منه محدد ومن غير عويل ولا نعي بخت وصلت لنفطتك بادئا البداية الصح جدا من وجهة نظري إذ قلت: "في سبيل التغيير، وعلى طريق البناء تبدو المهمة الأعلى، والخطوة الأهم، والعقبة الأصعب متمثلة في الإنسان ذلك الذي بيده مفاتيح التغيير، وإطلاق المبادرات كما إفشال الجهود..." تدوينة "الإنسان أولا وأخيرا" كان بها شئ مما تعرفونه انتو يا بتوع علم النفس بالبرمجة اللغوية العصبية الإيجابية..شئ من إنصاف الإنسان وتثمين قدرته على التغيير بعد تحذيره من شبح محدد ومخيف وخطيرألا وهو ضيق الأفق فيما يتعلق بنظرتنا للدين, كما أنك في التدوينة ضربت مثلا حضاريا من التاريخ (تاريخ أوروبا وقطيعتها مع الدين في صورة معينه فاسدة كان عليها) وهو مثال جديربأن تتأمله أمتنا ...نجحت تعمل دة في المدونة بدون تجميع كل الأشباح اللي بتخوفك في مدونة واحدة كما تفعل في كثير من مدوناتك ... في الآخر اسمحلي أحييك على العبارة دي في تدوينة الضجر "فماذا تريد تلك السلطات أكثر من حجب ثلاثة أخماس المجتمعات بين جدران أربعة باسم الدين!! أعني النساء.والباقي محبوسون أيضا لأن الهوايات حرام، وكل شيء حرام، والتجمعات غير صلاة الجماعة حرام"... صحيح... مش الستات بس اللي محجوزين وراء الحجب في بلادنا...انتو كمان يا رجالة محجوزين وأجسادكم وعقولكم ليست أكثر تحررا من أجساد النساء ولا عقولهن...وحسرتي على حال الرجالة في بلدنا متقلش عن حسرة سعادتك على بنات بلدك اللائي لا ترى فيهن جدارة إلا الجدارة بالشفقة...! ما علينا ...حديث الحرية يثير جنوني فاعذرني اذا كان في مكتوبي بعض الحدةدم طيبا" بس كدة!!! هو دة الإيميل!












منذ فترة وأنا متصالحة مع حقيقة أني مش إنسان صباحي...فيه ناس تلاقيها تبدأ يومها بدري وتبتدي تناغش الخلق من حواليها...صباحه الفل ياعم عب الشكور صباحه نادي يا عب الفضيل اتفضل...وتبدأ الحياة تدب في أوصالهم مع طلعة الشمس وكأنهم يتعجلون أن تطحنهم الدنيا وأن ينسحقوا تحت وطأتها الثقيلة ومش بس كدة لأ وبروح حلوة كمان... منهم راجل بيعدي كل يوم بعد أدان الفجر تحت شباك غرفتي أسمع لهاثه في نفس الموعد من كل يوم وهو يلهج بترديد آيات من القرآن الكريم أو يتمتم بالتسبيح...كل يوم...هو نفس الصوت...وكل مرة أقول بكرة حاطل من الشباك وأشوف مين الراجل الذي يبدو من صوته أنه مسن هذا والذي غدت أذناي مرتبطتين بصوته فعلا...وبمجرد ما أسمع صوته تحت الشباك أحس شيئا من الطمأنينة حتى يثقل جفناي وأحب أن أتخيل أن له هيئة جدي رحمه الله وأنه يرتدي جلبابه الأببض الفضفاض ويمنحني نظرة قوية صارمة فيها حنو خفي كما لو كان يخجل أن يبوح به...وأفضل أن أنام في ليلتي على صورته المتخيلة خشية أن أراه فأكتشف أنه رجل آخر سوى جدي!...وأخشى أن أفقد تلك اللذة المرتبطة بالتخيل وذلك الترقب والتساؤل: ترى كيف يبدو هذا الرجل؟ هل يداخله يوما أن فتاة ما خلف خصاص شباك ما مرتبطه بصوته من دون حتى أن تراه؟! وهكذا أبيت دون أن أعرف هيئة الرجل وفي الفجر التالي يحدث الشئ ذاته وفي كل ليلة أنام بالصورة التي أرتضيها على الصوت الذي أسمعه داعية الله ألا يموت هذا العابر الغريب قبل أن أطل من شباكي يوما عليه...ومين عارف؟ مش يمكن ساعتها تواتيني الشجاعة وأقول له: ادعيلي يا حاج؟! المهم جدو دة مش موضوعي...أنا بس بافكر انه واحد من الناس اللي بيصحوا بدري وبيتقيدوا بنظام معين...وهو الشئ الذي أعجز تماما عنه...في مرة بقى دعيت وسط مجموعة لمدة أسبوعين في الدانمارك في إطار برنامج لحوار الحضارات...والناس هناك الحقيقة محترمين...محترمين محترمين يعني...يقولوا المناقشات تبتدي 9 يبقى 9...وبعدين أنا ماكنتش رايحة أتفسح ولا أتعلم ولا أمثل نفسي...المفروض اني أمثل مجتمعي وثقافتي...يا دي الحوسة! طيب يبقى شكلنا ايه لما تروح علي نومة كل يوم؟! يعني مش يوم ولا اتنين...وماينفعش أروح أسوق المزاج على الناس يعني, وأقوللهم كما أقول عادة في هذه المواقف: عايزين تاخدوا مني شغل سيبوني أنام براحتي وأصحى براحتي وانتوا تاخدوا مني أحلى شغل الصلاة ع النبي! الحقيقة كانت معركة وأعترف أن أدائي لم يكن مشرفا أوي يعني...فكنت دوما آخر النائمين (سهر صباحي ولو لوحدي أتأمل أو أقرا) وآخر الصاحيين بطبيعة الحال (لازم حد من المنظمين ييجي يصحيني بنفسه!)...ولله في خلقه شؤون! المهم في يوم من الأيام الخمستاشر وأنا صاحية الصبح بعينين منتفختين والنعاس بعده يداعب عقلي وبادور على شوية لبن أحطهم على النسكافيه عشان أبتدي أفهم أنا مين وفين ومين الناس دي وإيه اللي جايبهم الدانمارك معايا, ويادوب أرش مية أدام المحل, هلت علي امرأة دانماركية أنيقة ولطيفة كدة (بعد ما شربت النسكافيه افتكرت أنها احدى القائمين على تنظيم البرنامج!) وقالتلي ايه, احنا عايزين نسمع صوت نسائي عربي...حنديكي الميكروفون لمدة 30 دقيقة قولي فيها اللي انت عايزاه...عبري عن نفسك...اتكلمي عن فكرة شاغلاكي...عن احساس بيراودك...أي حاجة تشاركي بيها زمايلك اللي جايين من دول مختلفة ...على أن يكون هذا بكرة الصبح الساعة 9 !!!...يا دي الورطة!! عايزاني الساعة 9 الصبح أكون صحيت وفقت وتعرفت على نفسي وعلى الآخرين وحددت مواقفي من الأشياء وأمسكت الميكروفون نص ساعة أتكلم فيها مش بوصفي فرد لأ بوصفي امرأة عربية...يعني كل كلمة أنا حاقولها (الساعة 9 الصبح ) حتبقى محسوبة على الأمة كلها؟؟!!! يا دي الوقعة اللي يعلم بيها ربنا! طب والعمل؟! كلمة في سرك مكانش دة التحدي الحقيقي...التحدي الحقيقي كان ان أنا عمري في حياتي ما حد اداني ميكروفون وقاللي اتكلمي براحتك! في كل مرة أمسكت فيها ميكروفون في حياتي سواء في التليفزيون أو الإذاعة أو الجامعة أو ندوة في مركز من مراكز الدراسات كان دايما بيبقى "الوقت داهمنا!"...ثم ان انا عمر ما حد قاللي قبل كدة أتكلم من غير ضوابط..دايما كان بيبقى فيه ضوابط وفيه مساحات غير مسموح بالخوض فيها لدوعي أمنية ولا دينية ولا حماية النسيج القومي ووحدة عنصري الأمة ولا سياسية ولا عشان منزعلش مننا شيخ الأزهر ولا عشان ما نخبطش في البابا شنودة ولا عشان فيه ناس متشددين حيقوموا يولعوا في أنا والميكروفون ولا غيره..دايما فيه سقف للمسموح في بلدنا...ما ينفعش كدة يا ست الكتكوتة...يعني ايه تديني حريتي الكاملة المتكاملة من غير ضوابط...لا من فضلك لازم يكون فيه رقابة! انت فاكراني جاية منين؟ انا من بلد مش واخدة ع البحبحة دي ...فوجدتني أسألها (بحذر) : أقول أي حاجة يعني أي حاجة؟قالت (بعدم فهم): أي حاجة؟- (بتشكك)من غير ضوابط؟- (بدهشة)من غير ضوابط!- (بعدم تصديق) يعني مش لازم أقول كلام أكاديمي متقعر عشان بتوع الأمن ما يفهموش ولو في أسوأ الأحوال فهموا أقول أنا عندي حصانة أكاديمية؟! - (بسخرية) لا مش لازم!- (بتسليم)خلاص انتو أحرار! وقد كان...في اليوم التالي صحوت مبكرة وقد نبت لي جناحان هما جناحا الحرية غير مصدقة أن لي أن أفعل هذا...اليوم سوف أمسك بالميكروفون لأقول ما أشتهي أن أقول...على طريقتي...بالألفاظ التي أختارها...في المساحات التي أحب... بدون خوف...بدون أن يداهمنا الوقت ...وسوف ينصت لي عشرات من ذوي الخلفيات والانتماءات المختلفة...وسيكون لي عليهم أن يستمعوا...سيكون لي عليهم سلطان الحدوتة الذي تمتعت به شهر زاد على مدار ليلات ألف وليلة على ملكها المتجبر...هل من نشوة تفوق هكذا نشوة؟صحوت في موعدي المحدد ,تأنقت وأخدت قهوتي الصباحية وتوجهت إلى القاعة برفقة حاسوبي المحمول الذي أحتفظ في ذاكرته بعدد من الألبومات الموسيقية التي جمعتها من بلدان مختلفة...وضعت حاسوبي وأدرت عليه مقطوعة يونانية ساحرة وبدأت أحكي قصة بافنوس الراهب العاشق وتاييس الغانية الفاتنة...هي قصة حوار بين اثنين من خلق الله يقفان كل على طرف من أطراف الحياة نقيض للآخر ...غانية عابثة فتنت الملوك والسلاطين فارتموا تحت قدميها البضتين, و راهب أخذ على عاتقه أن يهديها سبيل الرشاد...في القصة يدور بينهما حوار مستفز متحد للعقل والروح...وفي نهاية القصة يسقط الراهب في عشق الغانية في اللحظة التي تعتزل هي فيها غواية الرجال وتترهبن في دير...فيذهب وراءها قاطعا الصحراء القاسية محاولا إغواءها لتعود معه من الدير البعيد إلى الإسكندرية المدينة الساحرة العابثة حيث يتجرعان الحب, فتحدثه هي بلسان الرب قبل أن تصعد في لحظة روحها إلى السماء! ويبقى هو تائها بين عالمين لا هو يقدر على نسيانها والعودة إلى حياة الرهبنة ولا هي على قيد الحياة ليقنعها بالعودة إلى الخطيئة!قصة تقيلة على الساعة 9 الصبح صح؟! لكن حكيتها, والحضور استمتع بيها وصفقوا لها وهنأوني على اختياري وقد فهموا المغزى من القصة وفهموا ما أردت أن أقول لهم...فهموا أن الجهل "بالآخر" المختلف ربما يكون هو السبب الوحيد الذي يجعل الواحد منا يتمسك بمواقفه الحادة ضد هذا الآخر وأن بعضنا يتمسك بمواقفه في الحياة لا لشئ إلا لأنه من الجهل بحيث لا يعرف غيرها ولم تجربه الحياة بما يكفي ليختبر صلابة هذه المواقف فضلا عن صحتها ...وفي هذا عظة لقوم يتفكرون... أبهى ما كان في تجربتي هذي مع الميكروفون هو أن منحت حرية استثنائية في أن أقول ما شاء لي الهوى...والأجمل وأجمل بقى ...إن ربنا سترنا وصحيت على ميعاد المحاضرة!










استئنافا لحديث الحكاواتية , فقد لمست تخوفا باديا لدى بعض الزائرين الأفاضل ممن سابولي تعليقات على تدوينة "البقاء للأنصح" , وهو التخوف الذي تمثل في أنه إذا أرادت السماء للقانون الجديد إياه (فانون تنظيم البث) أن يدخل حيز التنفيذ (وأداة السماء لتنفيذ مشيئتها هنا هي مجلس الشعب!) فإن المجال لن يتسع أمام المدونين حتى للرمز والترميز وحكايات الحكاواتية( نهار ازرق!)...لذا فقد أعملت عقلي في هذه المعضلة العصية حتى تفتق ذهني عن هذا المشروع الذي أتقدم به لرفقاء التدوين للتصويت ثم للأجهزة المعنية للبت بعد النظر والدراسة- سدد الله خطاهم ووفقهم لما فيه خير الرعية-:على كل صاحب مدونة مشاغبة عارف ان جهاز الرقابة الجديد حيقفل مدونته أن يقفلها هو بنفسه بالذوق والتي هي أحسن ومن غير شوشرة, على أن يكون متعينا على وزارة الاتصالات في المقابل أن تصرف لكل مدون قفل مدونته بالذوق ربابة (بواقع ربابة لكل مدون)عوضا عن المدونة (وهي بذلك تكون قد وصلت لمأربها بالغلوشة ع التدوين وفي نفس ذات الوقت تجنبت ما قد يحدث من انتفاضات تدوينية أوأحداث شغب إلكترونية, وكذلك الانتقادات الأمريكية وتقارير الهيومان رايتس ووتش, بينما يطلع كل مدون فينا بربابة ودكة!...صفقة ترضي جميع الأطراف في ظني! )وبإطلاق هذا المشروع ستكون مصر الدولة التي دشنت نوعا جديدا من التدوين الذي من هنا ورايح حياخد شكل حكايات أبو زيد الهلالي على الربابة (اللهم كن في عون السميعة وهئ لهم من أمرهم حسنا!) بمعنى إن كل مدون فيكو أول ما تجيله فكرة مدونة جديدة أو يقع على خبر سقع بدل ما يجري ع الكيبورد, حيقوم يسلك صوته و يمسك الربابة بتاعته ويجري على أقرب قهوة ولا مصطبة لبيتهم ويبدأ في سرد التدوينة بشرطين: أولا : أن يلجأ المدون للرمز, ثانيا :أن تكون التدوينات بلغة قدامى الحكاواتية (لمزيد من المعلومات حول "الصياغة" الأدبية و"الصياعة" الرمزية في تداول حكايات قدامى الحكواتية يرجى مراجعة السيرة الهلالية بتاعت عبد الرحمن الأبنودي التي سنطالب وزارة الاتصالات بالتعاون مع وزارة الداخلية بإعادة طبعها وتوزيعها على المدونين اللي حتتقفل مدوناتهم تباعا ,بحيث يكون مع كل ربابة نسخة من السيرة الهلالية ...أظن يعني مالكوش حجة!) ولو النسخ اللي حتتطبعها الجهات المعنية ماكفتش فلا داعي للقلق. فالموضوع يا سادة -وأنا أوجه حديثي للسادة المدونين اللي حتتقفل مدوناتهم إن شاء الله بعد تمرير القانون ومش حيكون قدامهم غير الربابة والدكة- الموضوع مش صعب ...يعني في الغالب بداية الموال حتكون شئ من قبيل "بعد الصلاة والسلام و مديح سيد الأنام قال الراوي يا سادة يا كرام... "ويقوم المدون من حضراتكو راقع التدوينة الجديدة! صعبة؟ أبدا ولا الهوا! كذلك فإن نفس الناس اللي كانت بتبعتلك تعليقات على المدونة بتاعتك حيكونوا معاك برضه ع الدكة أو القهوة اللي بتدون فيها( أقصد يعني اللي حترقع فيها موالك ع الربابة)...وبعد ما تخلص الموال أو السيرة (للمدونين الرغايين) من حقك تبقى تفسح المجال للإخوة المعلقين (دة طبعا لو لم يكونوا قد بلغوا فرار بفعل صوتك النشاز !) انهم يعلقوا برضه...والمعلق اللي يقول تعليق مش عاجبك يكون لك كل الحق في أن تغزه برقبة أقرب قزازة في محيطك بنفس البساطة والسلاسة التي كنت تضغط بها بالظبط!...يعني العملية حتكون هي نفسها دون زيادة أو نقصان وبنفس السلاسة...أنا مش فاهمة المدونين متوترين ليه؟!!وأنا من هنا من أمام شاشة اللابتوب بتاعي أطرح المشروع على السادة المدونين قبل أن نرفعه إلى الجهات المسئولة في حال تمرير القانون في البرلمان و أؤكد بعد دراسة معمقة للفكرة أنه سيكون لها فوائد جمة أقلها أن توصل جيل المدونات بتراثهم الشعبي, كما أن هذا التدوين "الرباباوي" سيكون من شأنه أن يرفع من مستوى لغة التدوين ويستدعي من ذاكرتنا الشعبية ألفاظا أصيلة كدنا ننساها مثل "ملحمة" و"بطل" و "شرف الطاهرة" و "فارس العرب", كما سيحد من استخدام ألفاظ استهلاكية على شاكلة "قشطة" و" لوز" و "عنب"...والأهم من ذلك أنه سيظل أمام المدون مننا مساحة ينتقد فيها ما لا يرضيه بحرية دون أن تتبع الشرطة الإلكترونية الآي بي بتاعه(إلا إذا وزعوا علينا ربابات مزودة بـآيبيهات !!ساعتها يكون لكل حادث حديث)...وأخيرا فإني أذكرك عزيزي المدون أنه في حال حصل كبسة على القهوة واتعكشت حضرتك متلبسا بفقع موال على الربابة فيه شبهة التحريض على قلب نظام الحكم أو تكدير الصفو العام أو ما شابه, فلا تنس القاعدة الذهبية للتدوين في حلته الجديدة :الجري نص الجدعنة!) ملحق (1) على جميع المدونين الالتزام بحد أقصى من السميعة لا يزيد عددهم عن خمسة أفراد عشان قانون الطوارئ!ملحق (2):في حال عدم استجابة وزارة الاتصالات للاقتراح على جميع المدونين الانخراط في تكوين جبهة أقترح أن يطلق عليها الجبهة الشعبية للربابة, وفي مرحلة لاحقة ربما نحتاج إلى إطلاق المبادرة المصرية لحماية المنشدين !!








"القانون الذي وضعوا مشروعه المبدئي، ويستعدون لإقراره في البرلمان مع بدء دورته الجديدة، هو الأخطر بين ترسانة القوانين والإجراءات المقيدة للحريات العامة، ويكفي أن نعرف...أنه ينص علي إنشاء جهاز للرقابة علي مضمون ومحتوي جميع وسائل البث «المحطات التليفزيونية والإذاعات ومواقع الإنترنت بما فيها الفيس بوك»" (مجدي الجلاد-المصري اليوم: 9-7-2008)... طب إيه؟ دة أنا لسة يا دوب بادية تدوين؟! طب يستنوا أما أربعن!!! شفتوا بقى؟ قلتلكو قبل كدة قد إيه مهمة الحدوتة الرمزية...حكاية الحكواتي الخايف من البطش...حكاية الربابة المشاغبة اللي قدرت دايما تتسرب غصب عن عين الغواشم لعقول الناس وأعصابهم وتترسب في وجدانهم الجمعي...قلنا ولا ماقلناش؟ أدينا حنلف نلف ونرجع لحكايات الحكواتية من تاني...عارفين ليه؟ عشان البقاء للأنصح!!!**الصورة من مدونة تجربة لحظة عبثية اسمها إيه دي بتقوللي:هي الروايات اللي بتقريها دي هي اللي أفسدت عليكي حياتك...دي مضيعة للوقت ولحسة للدماغ ولا منك بتتعلمي حاجة تنفعك ولا منك بتقضي الوقت في إرضاء ربنا ولا الإنتاج حتى عشان تنفعي الناس اللي حواليكي!وأنا قلت وباقول وحاقول تاني...يا جماعة أنا مش عارفة أسيطر على دماغي...دماغي مستقلة عني!... ولا أنا قادرة أسترخي ولا أدرب دماغي على التفكير الممنهج ولا عارفة أستهدى بالله ولا شايفة ان قراية الروايات مضيعة للوقت ولحسة للدماغ!...وبعدين ازاي وليه؟ ليه أريلاكس وليه أدرب عقلي على التفكير العلمي المنتظم وإزاي أنتج وأنتج إيه أصلا؟!وبعدين إيه المشكلة اني أسيب دماغي حرة كدة...تايهة في ملكوت ربنا أتفرج واسأل نفسي وآخد وأدي مع روحي كدة في الكلام؟...تفكير ممنهج إيه ودرجات علمية ايه اللي احنا بنجري وراها دي واحنا جهلة...مش احنا اللي هو انا وانت وهي.. لأ...دي الأمة كلها –صلاة النبي أحسن- غرقانة في الجهل و الضلمة...و أنا بصراحة مش حاسة إني أقدر أعمل حاجة ولا أغير حاجة...حاسة اني تعبت من طول ما حاربت مع دماغي عشان أفكر بشكل ممنهج (ألا هو ايه التفكير الممنهج دة بالمناسبة يعني؟!!!!).يمكن يكون الوقت جه عشان أعترف بانهزامي أمام قوى الشرود التي تسيطر على عقلي...أمام الإحساس بالجهل والخواء واللايقين والخوف من مواجهة الاسئلة المسكوت عنها.. أمام السؤال الملح: أنا إيه؟!أكره أن أبث مشاعر سلبية في الهواء أو أن أسربها لعقول من حولي.. ودة على فكرة جزء كبير من معركتي مع نفسي ...بس خلاص دماغي طحنتني وحاسة بالإرهاق... جه الوقت اللي أعترف فيه بأني بأمر بلحظة فيها معنى الحياة نفسها ملتبس عليَ واني مش عارفة أنا هنا ليه ولا بأعمل ايه ولا مطلوب مني إيه...أو يمكن جه الوقت اللي لازم فيه أطلب مساعدة جادة...طب مين؟ طبيب نفساني مثلا؟ ماعتقدش انه حيقدر يساعدني كتير لأنه في الاول وفي الاخر مجرد إنسان زيي ولو إنسان طبيعي يبقى المفترض يكون عنده نفس مشاعري ومخاوفي وأسئلتي, الفرق الوحيد بيني وبينه غالبا انه لا يسمح للأسئلة أن تفسد حياته لأن في رقبته كوم لحم ومعندوش رفاهية السقوط في فخ الأسئلة الأنطولوجية والطلاسم الوجودية التي لا تنفع حين يأتي ميعاد سداد الفواتير الشهرية!...أعتقد ان أكتر حد ممكن يساعدني في التخلص من الأفكار العبثية اللي مسيطرة علي دي( أو على الاقل في التعايش معاها) هو إنسان على نفس الدرجة من الإحساس بالعبثية! إنسان مضطرب يعني...وهنا تتجلى عبقرية فكرة العلاج النفسي الجماعي الذي- بحسب علمي- هو غير موجود على خارطة العلاج النفسي في بلادنا...حقيقي مش حاسة اني باطلب حاجة كبيرة...كل اللي محتاجاه شوية وقت مع نفسي...أقرا قراية غير منتظمة وأفكر تفكير غير ممنهج...محتاجة أكون لوحدي مع الأسئلة اللي فعلا شاغلاني مش مع الأسئلة اللي بيفرضها على الواقع ولقمة العيش والموعد النهائي لتسليم رسالة الماجيستير. محتاجة شوية وقت أعيد فيه التعرف على نفسي ...الأول كفرد ثم كجزء من مجموع...هو دة كتير أوي؟

ليست هناك تعليقات: