الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

My archive restored

فيل ملك الزمان...وكل زمان! لما فيل الملك طاح في البلاد يهلك الزرع والعباد, صارت الحكاية على الحكاية وجع على وجع والصمت ما عاد له مكان: -يا خلايق فيل الملك دهس عيالي -وأنا فيل الملك أتي على محاصيلي - وأنا فيل الملك هدم عريشتي وسواها بالتراب -طب إيش نسوي مع فيل الملك؟ -نقتله!-ومين يقدر على فيل الملك؟-نبعده!-ومين يجرؤ على فيل الملك؟-يروح حد منا يكلم الملك! - هاهاهاها! إيه الجسارة دي كلها؟!! ومنين جالك يا الفلاح الفصيح انت ان الملك يسمح لمقشف من توبك انه يمثل بين ايديه؟! - وإن سمح فكرك راسه تفضل فوق رقبته من بعدها؟؟ هأو! الخوف لجم الألسنة وشل الكلماتلكن الأنين داير بالهمس في الطرقاتوفيل الملك طايح ومين يقدر على فيل الملكوالخلق ما تملك الا الدعا والصلوات لكن السما مايرضيها الا انها تبعت للشعوب مين ياخد باديها...وبعتت السما الجدع الحليوة اللي ما تكمل حكاية من دونه...جدع ولا كل الجدعان...جدع ما يعجبه الحال المايل...فتى حر و في دمه غليان... قال الفتى بصوت عالي ملا الفضا: ما حدش حيقتل فيل الملك, ولا حدش حيبعد فيل الملك, ولا حدش من بعد النهاردة لازم يرضا ينداس تحت أقدام فيل الملك...ولا حدش حيسلم رقبته لسياف الملك... كلللللللللللللنا حنروح قصر الملك...كلنا حنتكلم في صوت واحد...تمام زي ما وجعنا واحد وهمنا واحد والخراب اللي داس أرضنا واحد...ومين ملك يقدر يطير روس شعبه بالكامل؟؟!! أمال يبقى ملك على مين لما كل شعبه يتعلق على المشانق؟! لازم حيسمعنا...بس نوحد صوتنا... هللت الجموع وبدأت الترتيبات: الجدع الشجاع لجموع الثائرين: لما ندخل على الملك حاقول أنا بصوت جهوري : "الفيل يا ملك الزمان"...تقوموا انتو تردوا ورايا في صوت واحد قايلين إيه؟ جموع الثائرين: أهلك حرثنا الجدع: الفيل يا ملك الزمان... الجموع: شرد أهلنا الجدع: الفيل يا ملك الزمان... الجموع: دهس أطفالنا الجدع: تمام...اليوم إحنا صوت واحد ولا حد يقدر يحني روسنا من تاني ولا حد يجبرنا نعيش نتجرع الخراب صامتين...إلى القصر! وفي القصر, دخلت الجموع على الملك اللي أذن ليهم بالكلمة لما عرف ان الأمر جلل إذ يخص الفيل!! ودخلت الجموع يتقدمها الجدع...الملك: إيه يخص فيلي...أمكروه أصابه؟الجدع: لا يامولاي...لكن شعبك هنا عشان يقوللك كلمتين بخصوص فيل جلالتكالملك: انطقالجدع: الفيل يا ملك الزمان.... الجموع : ....................................!! (ولا نفس!) الجدع مكررا بصوت أعلى: الفيل يا ملك الزمان...الجموع: .......................................(هسسسسسسسسسس! كله بيتوَه و بيبص في السقف!!) الجدع: أنا باقول الفيل يا ملك الزمان....الجموع:...................................................( ولا الهوا! شوف مين يرد عليك!) الملك: إيه حكايتك..إخلص لأطير رأسك!الجدع: شعبك هنا يا مولاي عشان يقوللك إن الفيل وحيد تعيس, واحنا بنقترح إن مولانا الملك يجيبله فيلة تونسه وتدلعه ويملوا علينا المملكة أفيال صغيرة!!الملك: هاهاها...عفارم عفارم! أمرنا بفيلة تؤنس وحدة الفيل وتملا المملكة على شعبنا أفيال تسعده! بالذمة يستاهلوا ولا مايستاهلووووووووش؟ وتوتة توتة, أظن واضح مغزى الحدوتة! **عرض ملخص بألفاظي وأسلوبي لفكرة مسرحية " الفيل يا ملك الزمان" للكاتب السوري سعد الله ونوس أولم يأتك الحديث يا أخي منذر يسألني سائل يقال له منذر لي أمر ولا أرى جديدا؟" يعني به احتجابي عن التدوين لأيام... يا أخي منذر بالله عليك, ألم يأتك أن من حديث المصائب ما يلجم اللسان ويشل القلم؟ سُنة أمتي وشيعتها يعيدون إنتاج فتنة تاريخية حسبناها -لسذاجتنا- نائمة بغير صحوة, وأئمة الشيعة يقولون والقرضاوي يقول وفهمي هويدي يقول و يحيى القزاز يقول وضياء رشوان يقول...والداخلية لا تقول! فالداخلية جهاز أفعال لا أقوال! أولم يأتك يا أعزك الله حديث موقع مصراوي عن أن الداخلية تستعين برجالات الأزهر أو بعضهم على موجة تشييع يخشى منها على أمن البلاد؟ الله! هو إيه النظام؟! واخدانا على فييييييين يا أم هاشم؟! ومن بعد مصيبة أمتي وفتنتها التي لا أدري من أيقظها ولا متى, تيجي يا حلو بقى مصيبة الرهائن التي لا كانت على بال ولا خاطر, لنجد أنفسنا في أزمة إنسانية دبلوماسية أمنية سياحية مصرية دولية لا نحن قدرنا على تفاديها ولا نحن قادرون على الخروج من تيهها! وتكتمل فصول المسرحية الهزلية بتضارب البيانات والادعاءات المكذوبة بأن الأزمة قد حلت كما السكينة في الحلاوة بينما الرهائن في حقيقة الأمر مشموطين! ومن بعد مصيبة أمتي , ومصيبة الرهائن, تأتي مصيبة المحروسة, التي تأكل النيران مسارحها من بعد قباب مجالسها, لأجد نفسي أردد وسط جموع المرددين: بلدنا بتولع بينا!! وليكن في معلومك يا أخي منذر أن الذي كان بالأمس في حريق مجلس الشورى من الشامتين, هو اليوم بعد حريق المسرح القومي من الذاهلين المذبهلين !! آه وربنا! ومن بعد مصيبة أمتي في وحدتها ومصيبة الرهائن في فضائحيتها و مصيبة المحروسة في بناياتها, والتي هي مصائب سبقتها مصائب لا تقل فداحة لم يقدر أن ينسينيها الشيطان ولا الجن الأزرق (إشي تبرئة صاحب العبارة و إشي مأساة الدويقة ثم اسطبل عنتر) من بعد هذا جاءنا نذير الشؤم يا أخي بخبر حبس ابراهيم عيسى شهرين مع النفاذ...ولله الأمر من قبل ومن بعد! وبالتزامن مع خبر الفتنة الكبرى وخبر الرهائن الذي شمت أبلة ظاظا فينا ثم خبر حريق القاهرة وخبر ابراهيم عيسى يطالعنا التراشق بين زغلول النجار و الأب مكاري بشأن مقتل وفاء قسطنتين في دير وادي النطرون, وإنا والله لسنا بحاجة إلى زرقاء اليمامة العرافة المقدسة لكي ندرك أن في الأفق لبشا وعوأ وأن الأمة المصرية مقبلة على بلوى مسيحة! إزيك بجى؟! ومن قبلها ومن بعدها, يأتيني في كل يوم يا منذر حديث الجوع في البلاد...حديث الفقر...حديث الرجل الذي تراه في كل يوم إذ دخل حانوت المخبوزات عله يأتي ببعض كعك يدخل به الفرحة على أهل بيته, وبعد أن يسأل عن الأرخض فالأرخص فالأرخص, يولى وأسرته الأدبار للبائع وحانوته وهو حسير, ذلك أن ما في حنايا ملابسه كلها أول عن آخر لا يكفي حتى ليبتاع أرخص الأرخص...إذن هو عيد آخر من دون كعك... حين قرأت أن صلاح جاهين في سنوات عمره التي تلت هزيمة 67 كان مصابا باكتئاب شديد أثر في إنتاجه الإبداعي من جراء ما حل بوطنه, فكرت أن في الأمر مبالغة أو أنه كان ذا تكوين نفسي هش ...لكني هذه الأيام أحس مرارة وكآبة تكاد تدخلني أنا الأخرى في دوامات الانكسار الروحي...عافانا الله وعافاكم يا أخي في التدوين monzer و لا ساءك الله في عقلك ولا بدنك!الله يرحمك يا سيدي عبد الفتاح! سيدي عبد الفتاح الله يبشبش الطوبة الي تحت راسه كان "محولجي" قد الدنيا في مصلحة السكة الحديد, أنا ماوعاش دة هم اللي جالولي!...والمحولجي –لغة ًً- هو الشخص المنوط به التمهيد لعملية تحويل القطارات مساراتها على أشرطة السكة الحديد, أي- بعبارة أخرى- هو الراجل الهمام اللي رابض كما السبع وفاتح عينيه كما الصقر في الكشك الخشبي ذي الرائحة العطنة اللي بيطل على شريط السكة الحديد كل كام متر... يشد العامود دة تتفتح التحويلة دي, يدفع العامود دكهة يتقفل "المقص" دكهة, وهكذا تتهادى القطارات إشي راحة جبلي وإشي راحة بحري متنقلة بضخامتها وطولها وحركتها الثعبانية من شريط لشريط دون حوادث...قوم لو المحولجي الهمام دة اتـاخر عن ميعاد ورديته ولا نعس, يبقى راح القطر في أبو نكلة ولبست الدنيا في بعض وإنا لله وإنا إليه راجعون!ونقلا عن أبويا الله يديله الصحة فإن سيدي عبد الفتاح الله يرحمه كان راجل فلاح شديد طويل وعريض مسيطر عالوضع تمام...كان عليه ضربة فاس و عزقة أرض يتحاكو بيها الفلاحين, ولا زعقته ساعة أدان الفجر في عصر ما قبل الميكروفون لاجل ما يصحي النايمين "الصلاة خير من النووووووووم"...ياسلام يا سيدي عبد الفتاح...الله يرحمه كان ممشي القطارات على "حديد" ماتلخبطوش, والمصلحة تظبط ساعتها على مواعيده...وعيت أنا على الساعة الفضية الضخمة التي كانت تزين معصمه -رحمه الله- طيلة الوقت حتى بعد أن أحيل إلى التقاعد ولم يعد الوقت –افتراضا- يعني الكثير لمثله...دستوركو يا موتانا! كلمة في سركم من ساعة ما بدأت حكاية سرقة البلنجات‏(‏ قضبان السكة الحديد‏ ) في عز الضهر في المنيا وسينا و قنا,وروح سيدي عبد الفتاح طايفة حواليه... روحه قلقانة مش مستقرة! تستقر ازاي مع الأخبار السودا دي, والراجل عاش عمره كله صاحي الليل مفنجل عينيه عشان يحافظ على سلامة القطارات اللي رايحة وجاية؟ راجل وهب حياته كلها للـقطارات و "البلنجات" و"الفلنكات" والـ "محولات" والكشك الخشبي العتيق الذي تصدر أرضيته صريرا...قوم ييجي شوية عيال صيع النهاردة يفكوا شريط السكة الحديد وتنهم ماشيين؟؟ دي القطة كلت عيالها يا ولاد!!بس أنا طب أعمل إيه يا سيدي عبد الفتاح؟ والنبي لو بإيدي أريح روحك...إنما يا سيدي عبد الفتاح العين بصيرة والإيد قصيرة...وإنت يعني يا سيدي عبد الفتاح فاكر إن اللي بيسرق قضبان السكك الحديد دة ممكن يكون بيقرا مدونتي مثلا عشان أوجهله كلمة؟ ولو فرضنا ان خُـط السكك الحديدية دة عنده لابتوب وانترنت دي. اس. ال وبيفتح مدونتي كل يوم, أقوله إيه أنا الحرامي الدنئ دة ؟ أهديله أغنية لا والنبي يا عبده؟!الله يرحمك يا سيدي عبد الفتاح...حاسة بيك لكن كل الي أقدر أعملهولك اني أقرالك الليلة قبل ما أنام "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعلي إلى ربك راضية مرضية"...معلش...ما باليد حيلة. الليلة وجهي يتكتم فتكلم الليلة, اسمح لي أن أمنح لك بعض فوضاي لكن بعد أن أتحممْ! بعد أن أتحممْ, سأشرد أمام المرآة أدندن أتمتمْ بصوت مخنوق بحكاية ما رويتها لك قبلا عن أميرة وفارس وقدرمحكمْ سأغيب في المرآة الصماءْ, في شعراتي المنداة و في نقوش الحناءْ التي راوغتني إذ فارقت رقبتي تحت رذاذ الماءْ في مساحيق وجهي التي خذلتني إذ ذابت في بخار التحممْ تاركة لي وجها باهتا, طالما أنهكني أن أهرب بشحوبه من عينيك...قبل الليلة لكن الليلة... الليلة تعال...تعال الليلة!تأملني بلا مساحيق وتعلمْ أن تغفر لي شحوبي أعد التعرف علىَ بلا عطر ٍوتعلمْ أن تحب رائحتي... فأنا الليلة لن أهرب بذبولي... بل أمنحك الليلة وجهي كما هو, لا كما أشاء أو تشاءْ وجها بليدا قسماته-سامحني- تتكتمْ فبالله لا تصمت أنت...تكلمْ!

ليست هناك تعليقات: