الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

My archive restored


ضائع في سوناتا ضوء القمر أرسل لي هذه المقطوعة الموسيقية البيتهوفينية ومعها مكتوب قصير بالإنجليزية: "ابحثي عني هنا...أنا ضائع في دفقات هذه الموسيقى...أنا منثور ها هناك...إن وجدتني فجمعي أجزائي واخلقيني إنسانا من جديد...أنا أحيا كابوسا جديدا...ولست أعرف سواك يقدر أن يعزيني ولو فقط بأن يكتب عن كوابيسي...يقول لي شيطاني أحيانا إني أحيا لأمنح من حولي في كل ليلة كابوسا جديدا تشكله يداي بحماقة طفل أرعن...ثم آتيكم -أنتم يا كبار يا عالمين ببواطن الأمور-لأطلب منكم أن تقرأوا لي شيئا من كتبكم المقدسة التي لا أومن بأيها عل الكابوس يتبدد عن رأسي... هذه المرة كابوسي الجديد يصلح رواية يمكن أن تكتبيها وأنا أعرف أنك لا تنوين أن تموتي قبل أن تكتبي رواية! وأعرف أن الروائيين من الشرور بحيث يسرقون أرواح الناس العاديين في غفلة منهم ليجمدوها في صفحات باردة فيصنعون منها مجدا ومالا لأنفسهم...لكنك لست شريرة كمثلهم! لذا فأنا آتيك بكابوسي الجديد الذي يصلح رواية سامحا لك بأن تسرقي روحي وتجمديها كما يشاء لك الهوى... كابوسي الجديد يا صاحبتي هو امرأة جديدة في حياتي...جميلة كما يصفها الكاتب في روايتي المفضلة...في روايتي المفضلة امرأة فاتنة تقف على التلة...وما أن يراها بطل الرواية حتى يقع في هواها...لا يتردد في أن يبوح بحبه...يصعد التلة يقترب منها ويقول: "أحبك"...تهرب...تجري...يجري خلفها...يلاحقها...يمسك بها ويسألها عم هنالك...فتبكي قبل أن تفتح أزرار ثوبها لتكشف عن صدرها فيكتشف أنها امرأة ذات نهدين أتى عليهما العفن! علاهما الفطر الأخضر تماما كما يعلو الطعام الفاسد...لست أذكر ما حدث للرجل في الرواية فقد قرأتها منذ سنوات...ولست أكترث له! ولم أفهم وقت أن قرأت الرواية قبل سنوات ماذا أراد الكاتب بحكايته السوداء...ولست أكترث لما أراد...كل ما أعلمه أني وقعت في امرأة كفاتنة الرواية ذات النهدين العفنين...وأني لست أعرف ما أفعل وقد اشمئزت نفسي من جسدها المشوه وروحها الكئيبة...المرأة التي أحب شائهة الجسد والروح يا صاحبتي بحيث لا يقدر شئ أمام تشوهاتها على أن يخدر حواسي... ماذا أنا فاعل؟ سأخذلها...تماما كما خذلت من قبلها صديق عمري حين تركته يموت في إضرابه عن الطعام من أجل أن تفرج السلطات عن زملاء الحزب المحتجزين وراء الأسوار...كان أشجع مني...مات من أجل فكرة...أما أنا فاخترت أن أعيش...اخترت أن آكل لأعيش بينما هو أمامي يؤكد في صمت اختياره لأن يجوع حد الموت...كما خذلته وأكلت...فسوف أخذلها وأرحل عنها وعن نهديها العفنين... اغفري لي ...فليست في حياتي حكايات مبهجة لأبعث بها إليك...ثم إني لا أعرف إنسانة غيرك يمكن أن تنصت لأكحل حكاياتي وأعتى كوابيسي بصبر أم...لكني أرسل لك هذه المقطوعة الموسيقية وأعرف أنها ستروقك...اقبليها مني على سبيل الاعتذار عن قصتي المشئومة...وتمني لي أن يواتيني من الشجاعة ما يسمح لي بخذلان امرأة تحبني...وتقززني! اكتبي عن كوابيسي أو لا تكتبي...لكن إن كتبت لا تحاكمي ضعفي... بإخلاصب.ب لمن لا يعرفه, ولمن عرفه ونسيه... إذا كان هناك كاتب مسرحي يصلح لأن يكون نموذجا للكاتب المتمرد في المسرح المصري, فلا شك أنه سوف يكون ميخائيل رومان. تنطبق على مسرحيات ميخائيل رومان معاني الصورة والصدام والتمرد, تماما مثلما تنطبق على مسيرة حياته التي تصلح في حد ذاتها كمادة درامية عن الفنان الرافض للأوضاع القائمة وللظلم والقهر والفساد, الفنان القادر وحده- من وجهة نظره- على مجابهة السلطة وإيقاظ وعي الجماهير وإن بدا في النهاية كدون كيشوت يحارب طواحين الهواء, فقط لأن أحدا لم يؤزاره كما يستحق ولأنه وقغ نفسه ضحية للظلم فعاش في ظروف لا تليق بموهبته ورسالته وتوفي فيها. عندما نذكر ميخائيل رومان نتذكر نصوصا عدية مليئة بالتحريض على الثورة ورفض الواقع المهين والبحث عن الضمير الشعبي والمساواة بين الطبقات والتمرد على الحكومات الفاسدة.وينبغي أن نضيف هنا أن قدرا لا يستهان به من مسرحيات ميخائيل رومان لم تنشر إلا بعد فترة من وفاته التي جاءت مكبرة بسبب المرض ةالفقر, بل إن بعض نصوصه تم اكتشافها مؤخرا مكتوبة بخط اليد ومن بينها مسرحية لم تكتمل وبالتالي فهي غير منشورة وهي آخر ما كتبه المؤلف. وقد حالت المشاكل الرقابية التي حالت دون نشر مسرحيات ميخائيل رومان أثناء حياته وقد تعرضت بعض نصوصه للتعتيم حتى إنها لم تظهر مطلقا في أعماله الكاملة.**من دراسة تحمل اسم: فن المطالبة بالحق: المسرح المصري المعاصر وحقوق الإنسان- نورا أمين**مافيش حاجات كتير على النت عن ميخائيل رومان, بالأخص مافيش نصوص وياريت اللي عنده نصوص إلكترونية يشاركها معانا يا جماعة:)إشطة يا عم فيسك! المستقبل لابد أن ترسمه شعوب المنطقة بنفسها فيجب ألا تعلق آمالها على الغرب كما يجب عليها التوقف عن الثقة فيما تقوله لهم الولايات المتحدة أو تقوله طهران أو اسرائيل يجب ألا يثقوا في أي طرف آخر غير أنفسهم, فالأمور الآن تسير من سئ إلى أسوأ وعليهم العمل لمصلحة أنفسهم يأنفسهم دون انتظار العون من أي طرف آخر وهو غالبا ما يكون طرفا مشكوكا في إخلاصه وأمانته. الشعوب العربية والإسلامية عليها أن تحل مشاكلها بنفسها وكل مجتمع لابد أن يتعامل مع مشكلاته بنفسه كما يفعل الغرب. ولكن السؤال: لماذا لم يشهد العالم العربي والمسلم ما شهدته أوروبا من نهضة؟ في الواقع أن السلبية سبب أساسي فيما آل إليه حال المنطقة. فالعدو في حالة الشرق الأوسط أصبح داخل أراضيه ومازالت الشعوب تتساءل: ما الذي يجب أن تفعله؟! أعتقد أنه آن الأوان للاتحاد والدفاع عن النفس, أعتقد أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة حرجة يهتبر فيها. فعلى سبيل المثال في أوروبا لم نحقق ما حققنا بسهولة بل أسأنا التصرف في بعض الأحيان فقد خضنا حربين عالميتين كانتا خرابا ودمارا على العالم لكننا مررنا بالتجربة واجتزناها لمصلحة شعوبنا. ويظل لدى المسلمين ميزة لم يفقدوها في حين فقدناها نحن في الغرب وهي الإيمان بالله. **من حوار مع الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك- صحيفة الأهرام وسط أشلاء البلاد يوم الجمعة وبينما أتصفح كسلانة في فراشي مجلة العربي الكويتية مررت بعيني على مقالة للسورية غادة السمان تتحدث فيها عن دمشق بوصفها "مسقط القلب والرأس", داعية إياها "امبراطورية الياسمين"... وفي صباح السبت صحوت على أخبار عن تفجيرفي سوريا وحكايات عن أشلاء دمشقية!وبالأمس تذكرت صديقا لبنانيا إذ يقول لي مشاكسا: "أنا لست عربيا...اهنئي أنت بعروبتك وإسلامك بعيدا عني...أنا لبناني...فينيقي"! تذكرت مشاكسته وتبسمت... واليوم صحوت على خبر عن تفجير في لبنان وحكايات عن أشلاء طرابلسية! والآن يأتيني صوت مذيع البي بي سي محايدا باردا يحكي شيئا ما عن أشلاء جزائرية! وحين يقول "نفذه انتحاري" أسترجع ثلاثية أحلام مستغانمي وأستشعر في عروقي ذلك الحب الموجع الذي أحبته بطلة الرواية, المرأة الجموح من مدينة قسنطينية, لأخيها الذي احترف الانتحار...أم تراه استشهادا هو ذاك الذي احترفه؟!! و بعد كل حكاية خبرية تأتي "إدانة دولية"... ليست تعيد أبدا الأشلاء سيرتها الأولى.ابقي قابليني في نفس السيرك كلما داعب الأمل نفسي المكدودة وقلت يا بت مصيرها تروق وتحلى, وقلت في نفسي أمال احنا أهالينا كانوا بيعلمونا ليه مش عشان نغير الواقع الرمادي اللي حوالينا دة, كلما بلغت هذه النقطة من حواري الداخلي استدعت ذاكرتي قهرا وقسرا خبرا قرأته في يوم ليس ببعيد على موقع اليوم السابع فأجدني وقد اتعكننت و توحدت تلقائيا مع شخصية "مسعود" السوداوية في مسرحية وجهة نظروقلت بعزم ما في : مافيش فايدة! خبر إيه؟ خبر ظريف طريف عنوانه "أبحاث علمية ممنوعة بتعليمات أمن الدولة"...بس كدة! النبي على قلبكو تقروه! لأ لأ...لازم تقروا تفاصيل الخبر يا جماعة...وقديما قالوا: "الشيطان يسكن في التفاصيل" اعلموا إذن أني في صبحي المفترج هذا وبعد إعادة قراءة الخبرأفكر أننا حتى لو, أقول لو (النحاة يقوللك "لو" أداة شرط تفيد الامتناع! يعني حاجة كدة لا حصلت ولا ممكن تحصل !) استحضرنا روح العالم التونسي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع بذات نفسه لاجل ما يلاحظ و يفسر لنا السلوكيات و الظواهر السوسيو-سياسية المطلسمة التي تحاصرنا, ورجوناه أن يتنبأ بمستقبلها ومن ثم يتدخل للتحكم فيها- أي تلك السلوكيات والظواهر علما بأن التحكم في الظواهر الاجتماعية هو الغاية النهائية المثالية لعلم الاجتماع من أصله- تحكما لصالح المجموعة البشرية التي تسكن هذه البلاد (اللي هو احنا يعني), لوجد ابن خلدون بحثه معرقلا بالبيروقراطية تارة وبالبلطجة تارة أخرى, ولوجد نفسه مكبلا عاجزا في أول الأمر ثم مرميا على ذمة النفخ والتفييش في مبنى أمن الدولة في آخر الأمر! وختاما تحضرني كلمة أثيرة لأمي -الله يصبحها بالخير- إذ تقول لي لما ما يعجبهاش حالي: ابقي قابليني في نفس السيرك!

ليست هناك تعليقات: